ihsaninitiative

عملنا ونشاطاتنا

تتبع مبادرة إحسان نهجا تعليميا شاملا لزيادة الوعي الأخلاقي بالقضايا المعاصرة الرئيسية. ومن خلال الحلقات الدراسية الشبكية والمخرجات، تهدف إلى تنمية الطلب على الأفكار المستندة إلى الأخلاق الإسلامية.

اقتصاد أخلاقي، تكنولوجيا أخلاقية، بيئة مستدامة، وصحة نفسية سليمة

مجالات العمل

تركز مبادرة الإحسان على أربعة مجالات رئيسية

الاقتصاد الأخلاقي الإسلامي: تقديم بدائل أخلاقية للأنظمة المالية، قائمة على مبادئ العدالة والرفاهية (مقاصد الشريعة)، لإيجاد نموذج اقتصادي أكثر إنصافاً.

تَطمحُ مدرسة الاقتصاد الأخلاقي الإسلامي لتأسيس منهجٍ قائم على الأخلاق في مجابهة التحديات الاقتصادية والمالية التي تحظى باهتمام كونيّ. وبهدف بلورة بدائلَ للمقاربات الاقتصادية العالمية، تسعى مدرسة الاقتصاد الأخلاقي الإسلامي إلى جسرِ الفجوة بين الممارسات الاقتصاديّة الإسلاميّة المُعاصرة والرَوافِدِ الأخلاقيّة لتي تُجسّدها مقاصدُ الشّريعة وما تُتيحه من إمكانيّات الارتقاء بأثر الجهد الاقتصاديّ الفرديّ والجماعيّ، لا سيّما الجهدَ السّاعي لبلوغ “الإحسان” في كلّ نواحي الفعل البشريّ.

ولعلّ أحد الأمثلة البارزة لهذه الفَجوة هو التّبايُن بين الثّراء النّظريّ لمفاهيم الاقتصاد الأخلاقيّ الإسلاميّ وشكلانيّة مُخرجات الماليّة الإسلاميّة. إذ وبقدر ما يسعى الاقتصاد الأخلاقيّ الإسلاميّ إلى نهج أخلاقيّ متكامل في الفعل الاقتصاديّ الإنسانيّ من زاوية مَسؤوليّة الاستخلاف، فإنّ نطاق الماليّة الإسلاميّة يبدو محدودا من حيث اقتصار بعض ممارساته على الشّكل المُجرّد للعقود والمُعاملات الماليّة. بل إنّ بَعض الدّراسات تَضع الماليّة الإسلاميّة في أدنى السّلّم من حيث أثرها على البيئة والمُجتمع في حين يَجدر بها – من زاوية الأخلاق الإسلاميّة – أن تكون المَثَل من حَيث الاستدامة والأثر على المُجتمع واستدامَة البيئة ورفاهيّة الإنسان والصحّة النّفسيّة وجَماليّة العِمَارة.

ومن هذا المُنطلق، تتمثّل الغاية الأساسية للاقتصاد الأخلاقي الإسلامي في تعزيز رفاهية الإنسان نظرًا وعملاً، إذ ومن خلال مواءمة الممارسات الاقتصادية مع القيم الأخلاقية والروحية، تهدفُ هذه المُقاربة إلى بناء نظامٍ أكثر عدلاً واستدامةً يعود بالنفع على البشرية جمعاء.

أخلاقيات التكنولوجيا: الدعوة إلى إطار أخلاقي يوجّه التقدم التكنولوجي، لضمان تناغمها مع الطّبيعة البشريّة ومصالح الإنسان.

يتطلّب التقدّم التكنولوجي المُتسارع مراجعة أخلاقيةً جذريّة لضمان التّوازن الرّوحيّ والنّفسيّ للإنسان – باعتباره المُستَخلَفَ في الأرض – والتخفيف من المخاطر المحتملة على الصّحّتين العقليّة والنّفسيّة. فبقدر ما تسارع نسق التطوّر التكنولوجيّ في السنوات الأخيرة، بَدَا أنّ هذه السّرعة بصدد زعزعة مُثُلٍ وقِيم كُبرى ليسَ أقلّها مفاهيم العمل والجهد البشريّين. وهو ما قد يُؤدّي من منظور عديد الباحثين والمُفكّرين إلى أزماتٍ مجتمعيةٍ وأخلاقية غير مسبوقة مُنبثقة عن الثورة الصناعية الرابعة – الذكاء الاصطناعي.

ولعلّ من بين الحدود والنّواقص الكُبرى للخطاب الأخلاقيّ الحديثِ المُهيمن – بما في ذلك محاولات وضع معايير أخلاقيّة للذكاء الاصطناعي – هو التّركيز على مُقاربة نفعيّة أو الأخلاقيّات ” العواقبيّة “، أي الحُكم على الفعل من مُنطلق عواقبه المعروفة.
في المُقابل، تُقدّم الأخلاق الإسلاميّة من منظور مقاصد الشّريعة إطارا كونيّا مُستداما مُتجاوِزًا للمنطق النّفعيّ العواقبيّ ومُستفيدا من التّراث الإسلاميّ المُمتد لأكثر من أربعة عشر قرنا، وهو إطار من شأنه أن يُسهم مُساهمة فريدة في حلّ المعضلات الأخلاقيّة الحديثة.
من هذا المُنطلق تسعى مبادرة “إحسان” إلى إثراء الفكر الأخلاقي الإسلامي والكونيّ من خلال إعادة الارتباط بهذا التراث وتحدّي السّرديّات المُهيمنة وفق مقاربة تترجم الرؤى الأخلاقية المُتجذّر ة في التّراث الإسلاميّ إلى حلولٍ عمليةٍ للتحديات العالمية اليوم.

تغير المناخ: تسليط الضوء على مفهوم الاستخلاف كواجب أخلاقي لحماية البيئة والحفاظ عليها من خلال العمل الجماعي وإدارة الموارد بطَرِيقة مسؤولة.

يَتعلّق هذا المحور برَصد ودعم وتأطير الممارسات العَمليّة ذاتِ الصّلة بالرّؤية الأخلاقيّة الإسلاميّة لتحدّيات العصر في المُناخ وَالعناية بالأرض باعتبارها مجال استخلاف الإنسان. وبقدر ما يهدفُ هذا المِحور لرصد الرّوابط والجسور فإنّه يَسعى لِطَرق أخلاقيّات تطبيقيّة إسلاميّة وتحفيز المجتمعات المُسلمة للمُشاركة الفعّالة في مُواجهة التّحدّيات العالميّة على غرار التّغيّر المُناخي والاعتبارات الأخلاقيّة للتّكنولوجيا.

وفي هذا السّياق، يُمكن بناء روابط وجسورَ أمتنَ بينَ التأمّلات الأكاديميّة والمُبادرات البيئيّة الملموسة التي تحقّق آثارا – الكثير منها غيرُ مرئيّ – سواء في المجتمعات ذات الغالبيّة المُسلمة أو غيرها. وإذ يَهدف هذا المحور إلى رصد التطبيقات العمليّة الكَائنة والمُمكنَة للمَعارف الفنّيّة البيئيّة، فإنّه ومن خِلال مُعالجة الفَجوة بين التأملات الأكاديمية والفعل الملموس يسعى لتحفيز المجتمعات المسلمة للمُساهمة الفعّالة في مُجابهة التحدّيات الكونيّة على مستوى التغيرات المناخيّة والاعتبارات الأخلاقية لانعكاسات الأنشطة الاقتصاديّة على الموارد الطبيعيّة. ولمّا كانت الأخلاق الإسلاميّة مُلهمة لعدد كبير من المبادرات فإنّ الهدف هو بلورة خارطة لهذه المُبادرات وتوثيقها وتسهيل التّرابط وتبادل الخبرات والتّشبيك والتّعارف بينها، بما يُؤسّس لمُساهمة مُتجذّرة في الأخلاق الإسلاميّة ذات أبعاد كونية.

وإذ يتجلّى مفهوم التوازن البيئي في مبدأ “الاستخلاف”، أي مسؤولية الإنسان في عمارة الأرض، فإنّ مبادرة “إحسان” تسعى إلى تشجيع العمل الجماعي في دعم الاستدامة البيئيّة عبر إعادة بناء وإدارة البيئة الطبيعية من خلال الجهود في الزراعة والتشجير وتنمية الموارد الطبيعية عَمَلا بحديث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ” إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها

الصحة النفسية: معالجة تحديات الصحة النفسية من خلال دمج القيم الروحية والأخلاقية، وتعزيز الوعي، وتطوير برامج لتحسين رفاهية الأفراد والمجتمع.

لمّا كانَ الإنسان في إطار الاستخلاف مُستَخلفا ومُستأمنا على اتّزانه وحفظ مُقوّماته الجسديّة والعقليّة، فقد أفردت الشّريعة الإسلاميّة لهذا الاتّزان ثلاث كلّيات من ضمن الكلّيات الخمس: حفظ النّفس والعقل والنّسل. ومن هذا المُنطلق واعتبارا لحجم ما يتهدّد السّلامة الروحيّة والنّفسيّة للإنسان الحديث (حيث أفادت منظّمة الصّحّة العالميّة سنة 2022 أنّ واحدًا من كلّ ثمانية أشخاص على مُستوى العالم يعيش اضطرابات نفسيّة)، تسعى مبادرة “إحسان” إلى معالجة التحديات المتزايدة للصحة النفسية من خلال تقديم مساهماتٍ التّراث والأخلاق الإسلاميّين متجذرة في مُقاربة الصحّة النّفسيّة والرّفاه الرّوحيّ. وفي هذا السّياق، تطمح مبادرة ” إحسان ” لتشكيل فريق عملٍ دوليٍّ يستكشفُ هذه التحديات العميقة في سياق ما تُتيحه المعارف الإسلاميّة من مُقاربات كثيرا ما تُغفلها النظريّات النّفسيّة السّائدة المُنبثقة من ” العلم ” الحديث.

الأنــشــطــة

المبــادرات

تــواصل معـنا

إتـصـل بــنا

Scroll to Top

Thank you for your interest